مقتطفات من الكلمة الافتتاحية للممثل الخاص المشترك مارتن أوهومويبهي في المؤتمر الصحفي الذي عقده في الخرطوم

5 أبريل 2016

مقتطفات من الكلمة الافتتاحية للممثل الخاص المشترك مارتن أوهومويبهي في المؤتمر الصحفي الذي عقده في الخرطوم

(4 أبريل 2016، الساعة 11 صباحاً، قاعة مروي في مبنى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، شارع الجامعة)

 

الترحيب بالصحفيين

يتيح لي هذا المؤتمر الصحفي الفرصة لإطلاعكم على نتائج الاجتماع الـ22 للآلية الثلاثية للتنسيق الذي عقد في نيويورك قبل أسبوعين حيث مثلتُ اليوناميد في ذلك اللقاء. كما وهي فرصة أيضاً لإطلاعكم على آخر أنشطتي بصفتي الممثل الخاص المشترك وكبير الوسطاء وايضاً فرصة لاطلاعكم على أنشطة البعثة في الربع الأول من العام 2016.

وفي البدء، رحّبَت وفود الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة وحكومة السودان - في الاجتماع الـ22 للآلية الثلاثية رحبت بتحسن التعاون بين الحكومة السودانية واليوناميد وقد اعترف جميع المشاركين بأهمية الآلية الثلاثية للتنسيق في التصدي للتحديات التي تواجه التنفيذ الفعال لتفويض البعثة وعبروا عن تقديرهم للجهود المبذولة في هذا الصدد. وقد جرت المناقشات في جوٍ من التعاون الودي، حيث ركز المجتمعون على المسائل التنفيذية التي تؤثر على التطبيق الناجح لتفويض اليوناميد وأشادوا بالخطوات الإيجابية التي أُتخذت لتسريع إصدار وتجديد التأشيرات والافراج الجُمركي عن البضائع .

 

كما ناقشت اللجنة التقدم المحرز في صياغة استراتيجية خروج اليوناميد وفقاً للمعايير المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الافريقي. وقد اتفقت وفود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والحكومة السودانية على ضرورة وجود خطة واضحة تُفضي إلى اجراءات عملية يمكن التوصل اليها خلال شهر أبريل ومن ثم عرضها للمناقشة في الاجتماع الاستراتيجي القادم للآلية الثلاثية المزمع عقده في الخرطوم في نهاية شهر مايو.

 

إضافة إلى ذلك، فانني اشدتّ بصفة شخصية بعودة الاجتماع الفني الثنائي الذي يعقد شهرياً بين الحكومة السودانية واليوناميد والذي استؤنف انعقاده في يناير 2016 فبات بذلك منبرا جيداً لاحداث تغييرات إيجابية تدريجية في ما يتعلق بالتأشيرات والتخليص الجمركي وقيود التحرك من بين المسائل الاجرائية الأخرى.

 

كما اثنيت في كلمتي امام الاجتماع الثلاثي على إفراج الحكومة السودانية عن مبلغ 1 مليون دولار أمريكي كانت تعهدت بها لدعم عملية الحوار والتشاور الداخلي في دارفور وذلك يمثل نسبة 50% من تعهّدها إزاء العملية .

أودُّ أنْ اسجل خالص شكري وتقديري لحفاوة الاستقبال التي حظيت بها من قبل الحكومة السودانية منذ وصولي إلى البلاد كممثل خاص مشترك لليوناميد. وآمل في أن تكون تلك الحفاوة الصادقة والتي استقبلني بها كلّ من وزير الخارجية ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني- آمل ان تظل هي السمة الاغلب لفترة ولايتي في منصب الممثل الخاص المشترك/كبير الوسطاء باليوناميد. وقد تُوِّجَ هذا الترحاب بان حظيت بشرف لقاء فخامة رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن البشير لانّ ترحيبه بي ودعمه لليوناميد يشكلان دعماًغير محدود في هذة المرحلة الدقيقة من تنفيذ تفويض البعثة. وأغتنم هذه الفرصة لأكرر التزامنا الذي لايحيد تجاه تحقيق السلام والاستقرار في دارفور واستعدادنا الكامل للتعاون مع الحكومة السودانية وجميع الاطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف المشترك بنيةٍ صادقة.

لقد أدّى تجدد القتال بين قوات الحكومة السودانية وجيش تحرير السودان/جناح عبد الواحد منذ منتصف شهر يناير 2016 إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من منطقة جبل مرة والمناطق المتاخمة لها الى شمال ووسط وجنوب دارفور. وللأسف فإن معظم النازحين هم من الأطفال والنساء كما هو الحال في أي بقعة من بقاع النزاع المسلح على وجه الأرض.

ومنذ بداية الأزمة، لجأ آلاف المدنيين إلى اليوناميد طلباً للامن والحماية، واختارت غالبيتهم البقاء بالقرب من موقعي اليوناميد الميدانيين في سرتوني وطويلة بشمال دارفور. ويقدر عددهم بنحو 70 ألف مدني تقريباً.

واستجابة لذلك، حشدت اليوناميد اينما استطاعت كل مالديها من قدرات اجراءات فورية للحماية اشترك المكونات العسكرية والشرطية والمدنية التابعة للبعثة وذلك لدعم وتسهيل إيصال المساعدات الطارئة التي يقدمها عمال الاغاثة الإنسانية. وقد أعاد المكونان العسكري والشرطي للبعثة انتشارهما في المناطق المتأثرة وذلك بتعزيز عدد الأفراد والمعدات وكذلك زيادة وتيرة الدوريات الثابتة والمتحركة.

ويقوم موقع اليوناميد بسرتوني بتوفير الحماية للنازحين في المناطق المجاورة للموقع من خلال تواجد وتسيير الدوريات على مدار الساعة داخل وحول موقع تجمع النازحين. ويستمر كذلك في تقديم الدعم للشركاء في المجال الإنساني وذلك بإعطاء الأولوية لدوريات الحراسة المرافقة للقوافل الإنسانية. وتباشر البعثة ايضاً دعم جهات الاغاثة الانسانية في توفير المياه للنازحين، علاوة على استمرار تقديم المساعدات الطبية الأساسية للنازحين عبر ثلاث عيادات مؤقتة تديرها منظمات دولية غير حكومية.

وتعمل اليوناميد في تعاون وثيق مع فريق الأمم المتحدة القطري لمعالجة مسائل المياه والنظافة، علاوة على تنظيم جلسات للتوعية ورفع الوعي بمخاطر الذخائر غير المتفجرة، ولا سيّما للأطفال النازحين. وقد تمّ تشكيل شبكة حماية من ممثلين للنازحين، بما في ذلك النساء، من أجل حوار مستمر بين اليوناميد والنازحين حول التحديات التي تواجه النازحين واحتياجاتهم ولضمان تلقي اليوناميد لاي اخطارات في الوقت المناسب بشأن أية حالة تتطلب التدخل الفوري من قوات حفظ السلام بالبعثة.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بُذِلَتْ حتى الآن، الا ان الوضع الامني والإنساني لايزال حرجاً.

وأودّ هنا أن أؤكد على التأثير الكبير لوضع حقوق الإنسان من جراء هذا النزوح على المدنيين والمجتمعات المحلية في المناطق المتضررة، بالنظر الى تأثيره السلبي على سُبل كسب العيش اليومية مثل الزراعة والاحتطاب وجلب الماء. وأودُ أيضاً أن أكرر التأكيد على أنّ الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال هي التي تدفع الثمن الابهظ للاحتراب.

ومن جانبها، تظل اليوناميد ملتزمة بالتواصل مع سلطات الحكومة السودانية بشأن ضرورة تحسين وضعية الحقوق والوصول إلى العدالة في دارفور. وبالإضافة إلى ذلك، ستستمر البعثة بالتعاون مع فريق الأمم المتحدة القطري والشركاء المانحين بتقديم الدعم الفني لآليات العدالة الانتقالية والعمل بشكل وثيق مع المفوضية القومية لحقوق الإنسان ومع جميع أطراف النزاع باتباع نهج متكامل لمواجهة الإفلات من العقاب والتصدي للانتهاكات والتجاوزات التي تتعارض مع القانون الإنساني الدولي.

وبالمجمل وفي جميع أنحاء دارفور، أصبحت قوات اليوناميد وشرطتها أكثر ايجابية وقوة في حماية المدنيين. وللأسف، نحن فقدنا أحد أفراد قوات حفظ السلام في 9 مارس 2016، والذي قتِل عندما هاجمت مجموعة مسلحة مجهولة قافلة إنسانية كانت ترافقها قوات حفظ السلام بالقرب من كتم بشمال دارفور. ونتوجه بخالص تعازينا إلى عائلة وذوي الجندي القتيل التابع لقوات حفظ السلام، وكذلك إلى حكومة جنوب أفريقيا.

وأود أيضاً أن أتحدث عن جانب آخر مهم من تفويض البعثة وهو الدعم الذي قدمته اليوناميد لأنشطة الوساطة والمصالحات التي تهدف إلى منع الصراعات بين المجتمعات في أنحاء دارفور والتصدي لها. وتحقيقاً لهذه الغاية، ظلت اليوناميد تعمل على تسهيل العديد من عمليات المصالحة التي تقودها الحكومة على المستويين الولائي والاتحادي مثل المصالحة بين قبائل المعاليا والرزيقات والبرتي الزيادية والفلاتة والسلامات وكذلك أحثُ أطراف النزاع على التوصل لسلامٍ دائم.

كما وستدعم اليوناميد نتائج هذه المصالحات من خلال العمل مع السلطات المحلية والإدارة الأهلية في نشر وتنفيذ أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان.

وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى تجديد تفويض البعثة لتمكينها من خدمة ودعم أهل دارفور بكفاءة ومرونة أكثر في سعيهم لتحقيق السلام والاستقرار والرخاء، أدعو سلطات الحكومة السودانية إلى السماح لليوناميد بحرية الحركة ووصول الجهات الفاعلة الإنسانية إلى الفئات الضعيفة من السكان الذين هم بحاجة إلى المساعدة، لا سيما السكان بمناطق وسط وجنوب دارفور الذين لم يتسن الوصول اليهم حتى الآن. وأودّ كذلك أن أحثّ طرفي الصراع في جبل مرة على الموافقة على وقف العدائيات.

واسمحوا لي الآن أن أضم صوتي إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة في ترحيبه بتوقيع الآلية الأفريقية الرفيعة المستوى على "اتفاق خارطة الطريق" الذي يهدف إلى الجمع بين الحكومة السودانية والقوات المعارضة الأخرى، بما في ذلك حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان/جناح مني مناوي بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف العدائيات وتمكين وصول الجهات والمساعدات الإنسانية إضافة الى تحقيق حوار وطني شامل. وأود أيضاً أن أعلن عن التزامي ببذل كلّ ما في وسعي لدعم انضمام حركات دارفور الأخرى ليتسنى تحقيق السلام في الإقليم كما أودّ أن أثني على الحكومة السودانية لتوقيعها على خطة العمل لحماية الأطفال من الانتهاكات في النزاعات المسلحة لأنّ الأطفال هم مستقبل أي أمة ويٌعَدُّ التزام السودان تجاه أطفاله مؤشراً لالتزامه بقضية السلام والتنمية المستدامة.

ونأمل أن تلتقي هذه الجهود بجهود وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. ومن المزمع أن تجتمع لجنة التنفيذ والمتابعة المنبثقة عن وثيقة الدوحة بالخرطوم في الشهر القادم، ومن ثم نتطلع إلى لقائكم هناك في ذلك الحين حيث سنعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً في ختام مشاورات لجنة التنفيذ والمتابعة.

 

******

أسئلة وأجوبة المؤتمر الصحفي

 

السؤال 1؛ محمد حسين، راديو عافية دارفور: تحدثت أكثر من مرة عن القيود المفروضة على حركة البعثة. ما هي طبيعة هذه القيود، وهل تتناقض هذه القيود مع الاتفاقات الموقعة بين اليوناميد والحكومة؟

الممثل الخاص المشترك: كان السؤال الأول عن الحركة، وهو سؤال مهم للغاية لأن الجهات الإنسانية واليوناميد لا تتوفر لديها إمكانية الوصول للأماكن التي تشهد الحوادث. من الصعب جداً التحقق من الأمر وفهم ما يجري. أحد هذه الجوانب التي لم تساعد كثيراً هي التحقق من أن هنالك قصف جوي قد تم في بعض المناطق. نسمع تقارير تشير إلى حدوث قصف جوي ولكن في الحقيقة أن أفراد اليوناميد العسكريين الذين لديهم التدريب والقدرة على تمييز هذه الأشياء لم يتمكنوا من التحقق لأن الوضع على الأرض يجعل ذلك الأمر صعباً. أنت تريد أن نكتفي بهذا التقرير. ولكنه تقرير لم يتم التحقق منه. هو تقرير فقط. ولكن نحن في اليوناميد كلاعب أساسي يفترض أن تكون كلمتنا هي الحقيقة إن تمكنا من الرؤية. وعليه فالأمر يسير بشكل مذهل. لذلك فإن إمكانية الوصول للمناطق تعتبر أمراً أساسياً. وهنالك تحديات أخرى في هذا الجانب تتعلق بمن يحملون أشياء إنسانية أساسية يودون إيصالها لكنهم لا يتمكنون من الوصول للمحتاجين. تلك أيضاً أصبحت مشكلة كبيرة. وعليه فإن هنالك جانباً هاماً من تفويض اليوناميد لم يتم تحقيقه. إمكانية الوصول للمناطق تعتبر أمراً حيوياً.

نحن نقدر التحديات الأخرى المتعلقة بهذا الأمر. فعلى سبيل المثال أنت لا تود أن يذهب الناس لمناطق تشهد مواجهات عسكرية، ولكن هذا لا يجدي في بعض الأحيان ولا يساعد كثيراً. لذلك أعتقد أن النقطة الأساسية هنا والتي أوضحناها في كل مباحثاتنا مع مسؤولي حكومة السودان أن إمكانية الوصول لهذه المناطق تعد أمراً أساسياً ونحن نرغب في الوصول إليها.

بالنسبة للسؤال الثاني فإنني أفسح المجال لأشرف ليتولى الرد عليه.

السؤال 2؛ محمد حسين، راديو عافية دارفور: تداولت وسائل الإعلام قبل فترة تقاري تشير إلى أن اليوناميد قد أخفت/تسترت على بعض التقارير الإنسانية ونعلم أن هنالك تحقيقاً داخلياً بهذا الشأن. ما هي نتائج هذا التحقيق، وهل بإمكاننا أن نعرف؟

المتحدث الرسمي: زميلنا محمد من راديو عافية دارفور لديه ذاكرة مؤسسية. ولكنه قد يتذكر أيضاً أن البعثة كانت صريحة بشأن هذه المسألة. عندما كانت هنالك إدعاءات بأن البعثة كانت تتستر على كل أنواع التقارير. وبالطبع فقد أتخذت الأمم المتحدة والأمين العام إجراءات صارمة وأمر بإجراء تحقيق بشأن هذه الإدعاءات. وكانت نتيجة هذا التحقيق أن البعثة لم تخف أو تتستر على أية حقائق ذات مغزى على الإطلاق. وقد أعلن ذلك من قبل الأمم المتحدة، وهذا هو الموقف. وكما ذكرت فإن من الأشياء الجيدة أن تكون لك ذاكرة مؤسسية، وشكراً لك يا محمد.

السؤال 3؛ زبيدة أحمد، الانتباهة: تحدثت عن انهيار الثقة بين الحكومة واليوناميد. هل هذا يعني أن هذه العلاقات ليست على الطريق الصحيح؟ خاصة فيما يتعلق باستراتيجية خروج اليوناميد، خروجها من دارفور؟

الممثل الخاص المشترك: العلاقات بين الحكومة واليوناميد على الطريق الصحيح في هذا الوقت. وأنا أتحدث على الأقل من الوقت الذي تسلمت فيه مهامي في يناير من هذا العام. سأحصر نفسي في الحديث عن فترة عملي. فحتى الآن أتمتع بكرم دافق وتفتح أمامي أبواب كل المسؤولين الحكوميين. وقد اجتهدت كثيراً لتوضيح هذا. لذلك فإنني أعتقد أن التعاون عظيم بين مسؤولي اليوناميد ومسؤولي الحكومة في الوقت الراهن. وسنواصل البناء على هذا التعاون. وأقول أن هذه ليست نهاية المطاف بل إنها فقط البداية لجهود وساطة مستدامة وجهود حوار. وبعد تحقيق هذا التوافق يأتي في المقام التالي ضرورة الإنجاز. والإنجاز يعني مخاطبة هذه القضايا التي فوضت اليوناميد لمخاطبتها. وهي القضاي التي تشمل حماية المدنيين إضافة إلى الوساطة والتنمية السياسية. وكلها تتجه نحو تحقيق السلام المستدام لتختتم بخروج اليوناميد. وهذه هي القضايا التي ينبغي أن نتعامل معها. غير أن التعاون وإمكانية الوصول لمختلف المناطق يعتبران أمران حيويان لتحقيق أي تقدم بشأن أي من هذه القضايا. لذا، وكما أسلفت، نحن الآن في مرحلة الطلب، ساعدني لكي أساعدك. ساعدونا للعمل بصورة أفضل بحيث تتمكن اليوناميد من ممارسة مسؤولياتها الهامة.

السؤال 4؛ توم ليتل، وكالة الانباء الفرنسية: ذكرتم محادثاتكم في الخرطوم بشأن استراتيجية خروج اليوناميد. هل هذا صحيح؟ كيف يكون الأمر مناسباً أن تجرون محادثات حول استراتيجية الخروج بعد أسابيع فقط من اندلاع القتال في جبل مرة والذي أدى لنزوح 130 ألف نسمة بحسب ما ذكرته الأمم المتحدة؟

الممثل الخاص المشترك: حسن، ذلك يعتمد على أي جانب تقف من استراتيجية الخروج. الخروج هو جانب والاستراتيجية جانب آخر. الممثل الخاص المشترك لا ينتمي لأي من هذين الجانبين. الممثل الخاص المشترك ينتمي للمفهوم الذي يرى استراتيجية الخروج كمكوّن له عدة جوانب. يجب أن يكون لك مخرج ويجب أن تكون لك استراتيجية للخروج. ينبغي أن تكون هنالك نهاية لليوناميد. لا توجد هنالك بعثة حفظ سلام للأمم المتحدة تبقى للأبد. يجب أن يكون بمقدور بعثة حفظ السلام أن تقيم الأسس التي تغادر على هديها، لأنك لابد أن تغادر في يوم من الأيام وفي وقت من الأوقات. أعتقد أنه ليس جيداً أن لا تكون لك استراتيجية للمغادرة في وقت من الأوقات فذلك ليس استراتيجيا لعمليات الامم المتحدة .

ما يجب أن يحدث في نظري هو أن تجتمع كل الأطراف لتتفاكر. تفاكراً مفتوحاً تقول فيه كل الأطراف ما تريد قوله. لدينا عملية هنا ويجب أن لا نتحدث عن كيف سنخرج أو كيف لا نخرج. وتلك إمكانية أيضاً كيف لا نخرج. وهي جزء من استراتيجية الخروج. لذا لا أود أن أذهب بذهنية محددة وأعتقد أن الغرض من هذه المباحثات هو النظر للأمر بشكل شامل لتحديد الأسس التي نضع من خلالها المعايير. لدينا المعايير الآن على أرض الواقع وهي المعايير التي وضعها مجلس الأمن الدولي كشروط مسبقة لاستراتيجية الخروج. استراتيجية الخروج ما هي إلا تفويض لمجلس الأمن. لهذا لا أرى ما يعيب الحاجة الواضحة لمناقشة هذا الأمر. لذا يجب أن تكون هنالك قيود أمام إجراء مباحثات بشأن استراتيجية الخروج. وهو أمر يتماشى مع ما طلبه منا مجلس الأمن ويتماشى كذلك مع الفكر التقليدي لحفظ السلام. ويجب أن نبدأ هذا الأمر بعقول مفتوحة وبآذان صاغية. ستركز المباحثات بالطبع على المعايير التي وردت بقرارات مجلس الأمن. شكراً لك.

السؤال 5؛ أحمد يونس، جريدة الشرق الأوسط: أولاً السيد رئيس بعثة حفظ السلام في دارفور، هل ترى أن الوضع في دارفور قد وصل مرحلة التفاكر حول استراتيجية خروج اليوناميد؟ وثانياً، تعتبر حماية المدنيين أحد أهم بنود تفويض اليوناميد لماذا تنتظر اليوناميد حتى يهاجم المدنيون ويهربون نحو معسكرات النازحين ثم تقوم بعد ذلك بتزويدهم بالمساعدات الإنسانية؟ هل هي غير جديرة بحماية المدنيين؟

الممثل الخاص المشترك: الاجتماع لن يناقش فقط الخروج بل سيناقش استراتيجية الخروج، وهنالك فرق بين مناقشة الخروج ومناقشة استراتيجية الخروج لهذا قلت أرجوكم دعونا نأخذ العملين مع بعضهما البعض. ثانياً، استراتيجية الخروج جزء من متطلبات مجلس الأمن وشروطه لذلك لدينا مسؤولية في النظر في أمرها. ثالثاً، نعرف من خبراتنا أنه لا توجد بعثة حفظ سلام للأمم المتحدة تبقى للأبد في أي بلد من البلدان. لابد أن تكون هنالك خطة تشير إلى الشروط التي ينتهي بموجبها التفويض وتغادر البعثة في نهاية المطاف. صحيح هنالك حوادث في جبل مرة. وهذه قضية كبرى ستكون جزءً مما سيناقشه الاجتماع. لهذا فإن مناشدتي هي عدم الوقوف في جانب محدد بل يجب أن يكون النقاش بعقل مفتوح وأن تكون الأجندة مفتوحة وأن لا نكون مع أو ضد أي رأي كما يجب أن لا نستثني شيئاً لأننا لا نملك الحق في أن لا نتناقش! كما أن حرية التعبير وحرية المناقشة من أساسيات حقوق الإنسان حتى بالنسبة لليوناميد ككيان. لذا أعتقد أننا يجب أن نحكم مسبقاً. وفي أي حال من الأحوال فإن مجلس الأمن يطالبنا بمناقشة استراتيجية الخروج. وهذا ما قلناه وفعلناه، شكراً لك.

لديك سؤال جيد جداً عن حماية المدنيين، وهذا من أهم ركائز ومسؤوليات اليوناميد. ليس صحيحاً أننا ننتظر حتى تحدث الأشياء لنتدخل، هذا ليس صحيحاً. لا أعرف أي بعثة سلام في أي مكان في العالم تسيّر دوريات تحت البند السابع أكثر مننا. دوريات اليوناميد تجوب المناطق 24 ساعة في اليوم لسبع أيام في الأسبوع. شرطة اليوناميد وجنودها في دارفور يجوبون الشوارع باستمرار وقد تصادفهم بعض الحوادث أحياناً مثل تلك التي أشرت لها في 9 مارس ولكن ذلك لا يوقف دوريات اليوناميد لحماية الأروح وحماية الأطفال. تواصل اليوناميد تحمل مسؤولياتها حتى على حساب أرواح حفظة السلام.

السؤوال 6؛ عزالدين أرباب، جريدة ألوان: سمعنا كلنا الأخبار التي تفيد بأن جنوب أفريقيا تريد سحب جنودها. هل هذا مرتبط بالحادثة الأخيرة التي قتل فيها العديد من جنوددها؟ والسؤال الثاني هو أن الناس يقولون أن اليوناميد قد فشلت في تنفيذ مهمتها. الناس يُقتلون يومياً حتي داخل المعسكرات. فإذا كان تفويضكم يقضي بحماية الناس، ماذا تسمون الذي يحدث؟ والشيئ الآخر هو الناس ينزحون بسبب الحرب الأخيرة في جبل مرة، كيف حالهم؟ لأن بعض الناس يقولون أنهم يتضورون جوعاً ويتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم.

الممثل الخاص المشترك: شكراً جزيلاً. لا أعتقد أن الناس يُقتلون يومياً. أعرف أن جنوب أفريقيا قررت الانسحاب، وهو قرار سيادي، ويحق لها أن تتخذه من جراء نفسها.

ليس هنالك إكراه في العمل الذي نقوم به. وأتوقع أن بعض الدول قد تتخذ قرارات سيادية تخصها لذلك سأترك الأمر عند هذا الحد. ولكنني لا أعتقد أن الحادثة قد أثرت على قرار جنوب أفريقيا. أعتقد أن القرار قد اتخذ لأن لديهم الحق في اتخاذ قرار سيادي وليس هنالك أي إلزام لدولة ذات سيادة، ويسرني أن أبلغكم أن هنالك كتيبة من تنزانيا ستأتي قريباً للانضمام للبعثة. لا نشكو من قلة الدول المتطوعة.

المتحدث الرسمي: بالنسبة لأوضاع النازحين الجدد بسبب القتال في جبل مرة، فإن البعثة تقوم بواجباتها نحوهم بالطبع وتوفر لهم الحماية وترافق عمال الإغاثة وكل ذلك ولكننا لا نملك حق الإجابة نيابة عن الفريق القطري المسؤول عن الأنشطة الإنسانية. وهذا السؤال يتعلق بالجانب الإنساني للأمم المتحدة. بالنسبة لما يلينا فنحن نسيّر الدوريات 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع السبع ونستجيب لأي مهدد قد يطرأ. فعلى سبيل المثال كانت هنالك مناوشات في سوق سرتوني تعاملت معها قواتنا على الأرض. وعليه فإن حفظة السلام يسيرون الدوريات ويوفرون الحماية حسب التفويض الممنوح لهم.