اليوناميد تواصل تنفيذ تدابير مبتكرة لحماية البيئة في دارفور

فى 3 سبتمبر 2015، أكملت وحدة المياة وحماية البيئة باليوناميد تركيب مضخة مياة غاطسة وتشغيل بئر مياة تابعة للبعثة فى الضعين بقطاع الشرق وتخدم هذه البئر مجمع اليوناميد والمجتمع المحلى فى المنطقة. تصوير كاساهون اماسى، اليوناميد.

3 أبريل 2016

اليوناميد تواصل تنفيذ تدابير مبتكرة لحماية البيئة في دارفور

 

بقلم: صلاح محمد ، يوناميد

تعكف وحدة المياه وحماية البيئة باليوناميد على تنفيذ تدابير مبتكرة ومستدامة لحماية البيئة في دارفور وتهدف هذه المبادرات للحد من الأخطار المرتبطة بالتغير المناخي في الإقليم.

تشمل الركيزة الأساسية لبرنامج وحدة المياه وحماية البيئة مبادرات تشجير لمحاربة التصحر والتصدي لموجات الجفاف والفيضانات وغيرها من الاختلالات البيئية. في هذا الصدد، أنشأت وحدة المياه وحماية البيئة عشرة مشاتل لإنتاج بذور الاشجار وأعادت تأهيل مشروع مماثل في مركز البحوث الزراعية بشمال دارفور بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف شتلة في السنة. بالإضافة إلى ذلك، وقّعت البعثة مذكرة تفاهم مع الهيئة القومية للغابات لمقابلة الطلب على البذور في شمال وجنوب وغرب ووسط دارفور.

بنهاية فبراير 2016، تمت زراعة 330 ألفاً من الأشجار المقاومة للجفاف والأشجار المثمرة في المناطق المذكورة آنفاً في دارفور. وستوظف الهيئة القومية للغابات عائدات بيع البذور لإنشاء مشاتل في المواقع النائية لتسهيل وصول السكان المحليين إليها. وتشكل هذه الاستراتيجية نهجاً جماعياً يهدف إلى زيادة الغطاء النباتي في دارفور وتعزز من امتصاص ثاني أكسيد الكربون وبالتالي محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري.

إنّ صعوبة الحصول على المياه الكافية تندرج ضمن مسببات الصراع غير السياسية في دارفور. مع أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، و لتسهيل حصاد مياه الأمطار ، شيدت وحدة المياه وحماية البيئة بنى تحتية في رئاسة البعثة بالفاشر في شمال دارفور ونيالا بجنوب دارفور وزالنجي بوسط دارفور والجنينة بغرب دارفور ذات طاقة إنتاجية تصل إلى حصاد حوالي 5.3 مليون لتر في العام. حيث يحدّ حصاد مياه الأمطار من الأضرار التي تلحق بالمعدات الباهظة الثمن والمباني جرّاء الفيضانات. بالإضافة إلى ذلك، يعمل حصاد المياه كتدبير لتأمين إمدادات المياه علاوة على توفير مصدر للمياه النقية عندما يتعذر الوصول إلى الآبار بسسب الفيضانات خلال فصل الخريف.

وقد قامت البعثة بتركيب 122 وحدة لمعالجة المياه في معسكراتها في دارفور. تستخدم تلك الوحدات عملية معالجة الرواسب لمعالجة مياه الصرف الصحي في مواقع البعثة المختلفة إلى مستوى مقبول لإعادة استخدامها على النحو الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية. تستخدم المياه المعالجة كبديل للمياه العذبة لمقابلة الطلب على المياه غير الصالحة للشرب في أغراض تنظيف دورات المياه وغرس الأشجار وغسيل السيارات وأعمال البناء والتحكم بالغبار وإطفاء الحرائق مما قلل من الحاجة إلى المياه العذبة في معسكرات البعثة التي تم تركيب تلك الأنظمة بها بحوالي 40 بالمئة. ويتم ري الأشجار التي زرعت حول معسكرات اليوناميد بواسطة المياه المعالجة وبذلك تساعد البعثة في الحد من انبعاث الكربون والزحف الصحرواي.

وللحد من تلوث المياه الجوفية وتعزيز مفهوم "تحويل النفايات إلى ثروة"، تم إنشاء منشأة للسماد تستخدم المكون العضوي للنفايات التى يتم تجميعها من رئاسة البعثة وإمكانية التحويل التي يتم بموجبها تحول الأوراق الممزقة إلى قوالب لوقود الطهي في موقع التخلص من النفايات في زمزم بالقرب من الفاشر، شمال دارفور. حتى الآن، تم تدريب 100 من جامعي النفايات غير الرسميين و60 من طلاب جامعة الفاشر. يتم إنتاج حوالي 4 أمتار مكعبة من السماد المتولد من نفايات طعام السكان المحليين أسبوعياً وتباع إلى المزراعين لاستخدامها كأسمدة طبيعية في مزارعهم. تعزز تلك الأنشطة التدريبية من إنتاج المحاصيل فضلاً عن زيادة القوة الشرائية للسكان.

بالإضافة إلى ذلك، إنّ وفرة أشعة الشمس في دارفور تمثل مصدراً للطاقة الشمسية المتجددة التي يمكن استخدامها لتحل محل الوقود المستخدم لتوليد الطاقة. إدراكاً منها لهذه الإمكانية قامت اليوناميد بتركيب 600 عمود لإضاءة الشوراع تعمل بالطاقة الشمسية و256 سخاناً للمياه يعمل بالطقة الشمسية و4 مضخات آبار تعمل بالطاقة الشمسية ومحطة شمسية لمعدات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات. من خلال استخدام الطاقة الشمسية لتويد الكهرباء، سيتم الحدّ من استهلاك وقود الديزل وانبعاثات أول أكسيد الكربون المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

ستستمر اليوناميد في تقييم ومراقبة ممارساتها البيئية لضمان استفادة موظفيها وسكان دارفور من الممارسات الرشيدة التي تهدف إلى ضمان تحقيق التنمية والنمو الاقتصادي في الإقليم الذي مزقته الحرب.