واقع دارفور المتغير

بالرغم من وجود العديد من المؤشرات الإيجابية للانتعاش والسلام  في جميع أنحاء دارفور، لا يزال مئات الآلاف من الناس يعانون من مشاق الحياة في معسكرات النزوح المؤقتة بسبب سنوات عديدة من الصراع في دارفور. وبينما تسير عملية السلام قدماَ بثبات، مازالت  التوترات مستمرة في المنطقة بسبب التنافس الحاد على الموارد والخلافات والاشتباكات التي تعود الى أجيال من الزمان بين القوات الحكومية و الحركات المسلحة القبلية الطبيعية.

وقد تأثر بهذه الصراعات المستمرة المدنيين الأبرياء من  أهل دارفور رجالاَ ونساءاَ وأطفالاَ. ما من شخص واحد في هذه المنطقة إلا وقد مسه الصراع بشكل أو بآخر. وقد تحسن الوضع على أرض الواقع في نواح عديدة منذ بداية المواجهات قبل أكثر من عقد، إلا أن تصاعد العنف في بعض أنحاء دارفور يشكل تحديا لشعب دارفور.
لا يزال السلام في دارفور هدفاَ مشتركاَ للجميع، بما في ذلك السودان والمجتمع الدولي، وقبل كل شيء أهل دارفور الذين عانوا طويلاَ. وفي هذا السياق، كما يوضح هذا الكتاب ، تعمل بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (اليوناميد ) نحو تحقيق تفويضها المتمثل بحماية المدنيين وتسهيل المساعدات الإنسانية و دعم عملية السلام .

يتضمن هذا الكتاب سلسلة من الصور التي تهدف الى تسليط الضوء على الوضع الحالي في دارفور، لاسيما التحول من الصراع إلى الانعاش. ويستكشف الكتاب بالصور جوانب من المنطقة ويحكي قصة شعب دارفور الذي لا يزال يواجه آثاراَ وخيمة نتيجة الصراع الحالي ويكافح في ذات الوقت من أجل التحرك، ببطيء ولكن بثبات، نحو مستقبل من السلام والازدهار.
ينقسم الكتاب، تماشيا مع هذا الموضوع من الانتفالات و التحولات، إلى أجزاء تعكس ثلاث حقائق راهنة في دارفور: صراع مستمر وتقدم نحو الانعاش ومؤشرات الى حياة طبيعية. جاء هذا الكتاب تكريماَ لإولئك الذين دفعوا أغلى ثمن في هذه الرحلة إلى السلام، ولإولئك الذين مازالوا يعانون و لإولئك الذين سيتمكنون يوماَ من العودة إلى ديارهم. قبل كل شيء، يأتي هذا الكتاب تكريماَ لجميع أهالي دارفور و إلى جميع أولئك الذين يريدون أن يعيشوا في سلام.