مسيرة نحو السلام

منذ بداية نشرهم هنا، ظل أفراد المكون العسكري التابع لليوناميد، من قادة عسكريين الى جنود ميدانيين، يعملون للمساهمة في إحلال السلام والإستقرار بدارفور، من خلال بذل الوقت و الجهد وفي بعض الأحيان الأرواح. صُمم هذا الكتاب، مسيرة نحو السلام، لأبراز الوجه الإنساني لهؤلاء الجنود نساءً ورجالاً الذين يُنظر إليهم أحياناً كعناصر تهديد خالية من المشاعر بينما هم أناس من لحمٍ ودم يعملون في بيئة مليئة بالتحديات من أجل تحقيق هدف وحيد هو السلام في دارفور.    

 أُحرز تقدماً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية – على مستوى محادثات السلام رفيعة المستوى والوساطات المحلية – لكن التوتر في دارفور لم يزل مستمراً بسبب التنافس حول الموارد الطبيعية، والنزاعات القبلية القديمة والإشتباكات بين القوات الحكومية و الحركات المسلحة. وقد طالت هذه الصراعات المتواصلة المدنيين الأبرياء، وليس هناك شخصاً واحداً لم يتأثر بالعنف.

وفي الوقت الذي تحسن فيه الوضع في عدة مجالات منذ بداية الإشباكات التي بدأت قبل أكثر من عقد من الزمان، فإن الصراع في بعض أجزاء دارفور قد تصاعدت حدته، مضيفاً تحدياً ليس فقط للمدنيين الذين يعيشون هنا وإنما لحفظة السلام التابعين لليوناميد كذلك. وبينما هناك إشارات للتعافي والتنمية تظهر على نطاق دارفور، إلا إن مئات الآلاف من الناس ما زالوا يقاسون شظف العيش في المعسكرات المؤقتة بسبب الصراع الطويل.   

يظل السلام في دارفور مصلحة يشارك فيها الجميع – بما في ذلك حكومة السودان وشعب دارفور الذي عانى طويلاً. وفي هذا السياق، وكما يوضح هذا الكتاب، يعمل جنود اليوناميد لتحقيق الأهداف الواردة في التفويض الممنوح لهم والمتمثلة في حماية المدنيين وتسهيل المساعدات الإنسانية ودعم عملية السلام التي تدخل الآن في مرحلة الحوار الدارفوري الشامل.  

يهدف هذا الكتاب، والذي  نُشر في مايو 2014 ليتزامن مع  اليوم العالمي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، الى إبراز الأبعاد المتعددة لحياة جنود اليوناميد من الجنسين وهم يؤدون واجباتهم. إن هذا الكتاب ليس فقط وثيقة إجلال وتقدير لهؤلاء الجنود الذين يعملون من أجل دعم التعافي في دارفور، وإنما ثناء للجنود الذين دفعوا الثمن باهظاً في سبيل رحلة هذا الإقليم نحو السلام.