اليوم العالمي للمرأة - لمحة مختصرة - تشارتي تشاندا

8 مارس 2018

اليوم العالمي للمرأة - لمحة مختصرة - تشارتي تشاندا

 تم ترشيح تشارتي تشاندا التي كانت تشغل منصب مساعد مفوض خدمة الشرطة في زامبيا من قبل بلدها للعمل بالعملية المختلطة للاتحاد الافريقى والامم المتحدة فى دارفور (اليوناميد). تعمل تشاندا حالياً كمسوؤلة إعلام بالمكوٍّن الشرطي بالبعثة وهذه هي الوظيفة الثانية التي تشغلها تشارتي في السودان فقد سبق أن عملت في المرة الأولى ببعثة الأمم المتحدة في السودان. تتحدث تشارتي هنا عن تجربتها في العمل بقوات حفظ السلام.

س: لماذا اخترت العمل بعمليات حفظ السلام؟

ج: بصفتي موظفة في مجال إنفاذ القانون، لطالما كنت أرغب دائما في العمل بعمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة وكان لي الشرف بتمثيل بلدي، زامبيا، في المساهمة في العمل من أجل سلام مستدام في دارفور. كانت رغبتي دائما أيضاً أن أشارك في الجهود العالمية لضمان نشر المزيد من النساء بعمليات حفظ السلام لمساعدة الناس في البلدان التي تعاني من الآثار المدمرة للصراعات الجارية. إنني أشعر بالفخر كإمرأة، كونها جزءا من أصحاب الخوذات الزرقاء، تخدم تحت راية الأمم المتحدة.

س: هل لك أن تخبرينا قليلاً عن دورك في العمل باليوناميد؟

ج: تم نشري في البداية كضابط دورية في وسط دارفور حيث عملت في حماية الأنشطة المدنية. ومن خلال هذا الدور، تعاملت مع النازحات وتعرفت على معاناتهن الطويلة.

بمجرد ان اصبحتُ مسوؤلة إعلام، كُلفتُ بتوعية المجتمع الخارجي بالطرق العديدة التي تدعم بها شرطة اليوناميد حقوق المجتمعات المحلية في جميع أنحاء دارفور. وقد كان لهذا دور فعال في بناء علاقة ثقة ودية متبادلة بين البعثة والسكان الذين تخدمهم في جميع أنحاء دارفور. وعلاوة على ذلك، أقوم أيضاً بإعداد الكثير من الرسائل الداخلية لتحفيز ضباط الشرطة المنتشرين في دارفور. هنالك جانب آخر مهم في دوري وهو التركيز على تسليط الضوء على الإنجازات والتحديات التي تواجهها الشرطيات بعمليات حفظ السلام حيث أنهن يضطلعن بدور حاسم في توعية المرأة الدارفورية بحقوقها، فضلا عن بناء قدراتها من خلال التدريب على المهارات، من بين أمور أخرى.

أعمل حاليا رئيسة شبكة شرطيات اليوناميد التي تعزز وتمكن الضابطات من تولي مناصب قيادية، علاوة على العمل على زيادة توظيف الإناث على مستوى الضباط بالشرطة السودانية. نقوم بتنفيذ برامج تعاونية مع نظيراتنا السودانيات تركز على تعميم مراعاة المنظور الجنساني وبناء القدرات والتمكين. وتشمل جهودنا بناء المهارات وتوعية النساء النازحات والأطفال أيضا.

س: في رأيك، ما هو أكبر أثر لعملك في دارفور؟

ج: أعتقد أن العاملات بعمليات حفظة السلام يعتبرن قدوة للمجتمعات التي نقوم بخدمتها، حيث يشجع وجودهن في الميدان النازحات على المشاركة في برامج التعليم والتمكين. وبما أن النساء والأطفال ربما هم الفئة الأكثر تضررا في أي صراع، ، يكون من السهل عليهم الانفتاح على العاملات بعمليات حفظة السلام، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بقضايا حساسة مثل العنف الجنسي والعنف القائم على النوع.

وأعتقد جازمةً  أنَّ المرأة بمجرد تمكينها اقتصادياً، ستصبح أكثر ثقة، الأمر الذي يقلل من تعرضها للمخاطر الأمنية المحتملة. وبأخذ هذا في الإعتبار، دربت شبكة شرطيات اليوناميد النساء الدارفوريات على العديد من المهارات المدرة للدخل من أجل زيادة سبل عيشهن. على سبيل المثال، أطلقت مفوضة الشرطة مؤخراً مشروعات لصناعة الصابون والحرف اليدوية برعاية شبكة الشرطة النسائية في وسط دارفور. ويمثل توثيق مثل هذه القصص والمشاركة في تنفيذ أنشطة التمكين هذه للمرأة الدارفورية تجربة غنية جداً بالنسبة لي.

س. في رأيك، ما هو الشئ الأكثر أهمية الذي نستطيع القيام به لضمان أن النساء في حالات الصراع في مأمن من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع؟

ج. أنا أشعر بأنه ينبغي أن يتم نشر الضابطات الأكثر تأهيلا في المواقع البعيدة نظرا للتحديات المتعددة المتصلة بديناميات النوع والمجتمع. وأعتقد أيضاً أن التوعية المستمرة أمر أساسي لضمان أن المرأة على وعي بحقوقها وأنها حريصة على الإبلاغ عن أي انتهاك دون خوف من الانتقام. إن توعية النساء الموجودات في مناطق النزاع عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع ليس فقط لحمايتهن من أن يصبحن ضحايا لهذه الأعمال فحسب وانما أيضاً لضمان أن يصبحن دعماً هيكلياً للنساء الأخريات وأن يتعاونن مع موظفي إنفاذ القانون للإبلاغ عن هذه الحوادث في الوقت المناسب.