اليوم العالمي للمرأة - لمحة مختصرة - : تماشا أمبيسي وايت

8 مارس 2018

اليوم العالمي للمرأة - لمحة مختصرة - : تماشا أمبيسي وايت

 تعمل تماشا أمبيسي-وايت كموظفة شؤون مدنية بقسم الحوكمة والإستقرار المجتمعي باليوناميد على مدى السنوات العشر الماضية. تتحدث تاماشا في هذه المقابلة القصيرة عن حبها للقراءة خلال سن المراهقة وكيف أنَّ وعيها بالصراع في أنحاء العالم قد قادها إلى إختيار العمل بعمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة، علاوة على كيف أنَّ عملها قد ساعد في بناء قدرات السكان المحليين، لا سيما النساء.

 س: لماذا اخترت العمل بعمليات حفظ السلام؟

ج: قرأت خلال سنوات المراهقة الأولى كتاباً لمويس ماي ألكوت وقد أحببت إحدى الشخصيات الرئيسية في الكتاب والتي كانت تدير داراً للأيتام المعرضين للخطر. ومنذ لك الحين قررت بأن أعمل في مجال استطيع من خلاله مساعدة الناس وإحداث تغيير في حياتهم.

 

كنت بالكلية عندما نشب الصراع في يوغسلافيا السابقة وحدثت الإبادة الجماعية في رواندا. وقد زادت مشاهدتي للتغطية الإعلامية عن الفظائع المرتكبة، خصوصاً ضد النساء، مما قوّ من عزيمتي وشغفي للعمل مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى التي تساعد الناس المحتاجين. ولذلك لم أتردد عندما حصلت على فرصة للعمل مع اليوناميد. الآن ، بعد نحو 10 سنوات، ما زلت هنا ولا أزال متحمسة لما أقوم به.

 

س: في رأيك، ما هو تأثير عملك في عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة؟

ج: أعمل كموظفة شؤون مدنية مع اليوناميد حيث نعمل وندعم المجتمعات على المستوى المحلي. أعتقد أنَّ أكبر تأثير لعملنا مع الأمم المتحدة هو إعطاء الأمل لهذه المجتمعات، فقد دفع العديد من تدخلاتنا أعضاء المجتمع الدارفوري إلى الإعتقاد أنه بإمكانهم العيش حياة طبيعية بدون صراع وأن أي شيء يمكن تحقيقه.

 

وأعتقد شخصياً أنَّ الأثر الأكبر لعملنا كان على النساء الدارفوريات اللائي تم تمكينهن من خلال المبادرات المختلفة للبعثة. على سبيل المثال، قام قسم الشؤون المدنية والأقسام الأخرى خلال مفاوضات الدوحة للسلام بتدريب النساء على حل وإدارة النزاعات وبذلك إستطعن السفر إلى الدوحة والمشاركة في محادثات السلام التي جرت هناك. نقوم كذلك بتشجيع ودعم المرأة في إتاحة الفرصة لها بلعب الأدوار التي كانت تقليدياً مخصصة للرجال مثل الجودية وهي آلية تقليدية لحل النزاعات هنا في دارفور. وتقوم المرأة في الآونة الأخيرة بدعم من قسم الشؤون المدنية باليوناميد بدور نشط في عمليات السلام.

س: هل بإمكانك أن تخبرينا قليلاً عن مشاريع الأثر السريع في مجال بناء قدرات المرأة المحلية في دارفور؟

ج: نفذت اليوناميد، من خلال قسم الشؤون المدنية، العديد من مشاريع الأثر السريع في أنحاء دارفور في مجال تمكين وبناء قدرات النساء. على سبيل المثال، تم تدريب مجموعات من النساء النازحات على صناعة مواقد ذات كفاءة في استهلاك الوقود وقد وفرت هذه المواقد ليس فقط الفرصة لتحقيق دخل ولكن أيضاً صناعة وبيع هذه المواقد وقد كان لذلك أثر على الواقع أيضًا حيث قام المستفيدون بدورهم بتدريب أفراد آخرين من المجتمع المحلي على صناعة هذه المواقد.

 

قامت اليوناميد كذلك بتشييد مراكز لتنمية المرأة والتي أصبح منبراً للمرأة في دارفور للإجتماع ومناقشة القضايا المهمة، فضلا عن وضع الإستراتيجيات لحلها. تستخدم هذه المراكز أيضاً من قبل النساء المحليات كمراكز للتدريب المهني في مجالات مختلفة مثل إعداد الأغذية وصناعة العطور والحرف اليدوية وما إلى ذلك.

 

س. في رأيك، ما هو الشئ الأكثر أهمية الذي نستطيع القيام به لضمان أن النساء في حالات الصراع في مأمن من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع؟

ج. أعتقد أنَّ حماية وتمكين المرأة قضية رئيسية. وبرغم كل ما نقوم به في هذا الصدد يظل هناك دائماً الكثير الذي يتعين علينا تقديمه كالمزيد من الدعم النفسي والاجتماعي والتعليم والتوعية بالحقوق وبناء القدرات ... والقائمة بلا نهاية. وفي مثل هذه الحالة، أشعر أنَّ الأمر لا يكفي فقط لبناء القدرات ورفع الوعي بالعنف الجنسي والعنف القائم على النوع بين السكان المحليين، وإنما ينبغي علينا أن نضمن وضع الهياكل الفعلية حتى تستمر المرأة في الاستفادة من مبادرات بناء القدرات على المدى الطويل.

 

أعتقد أنَّه سيكون أمراً رائعاً إذا وضعت بعثات الأمم المتحدة خطة موحدة لضمان وجود فرق تتعامل بنشاط وتقوم بمتابعة الحالات المبلغ عنها عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع. وفي رأيي، بوجود فرق مخصصة للمتابعة سنخطو خطوات بعيدة باتجاه تمكين النساء المحاصرين في حالات الصراع وضمان أننا، كموظفين بالأمم المتحدة ، قادرون على قياس التأثير الفعلي لتدخلاتنا على الأرض.