النازحون الجٌدد يواصلون التدفق الى المعسكرات في شتى أنحاء شمال دارفور

8 فبراير 2015

النازحون الجٌدد يواصلون التدفق الى المعسكرات في شتى أنحاء شمال دارفور

إعداد: محمد المهدي وأويس الفكي

 تركت مريم يعقوب إسحق وأسرتها موطنهم في قرية سيسيوا وقطعوا مسافة 40 كيومتراً تقريبا قبل وصولهم الى معسكر زمزم للنازحين بالقرب من الفاشربشمال دارفور.

وهي من ضمن الآف الذين فروا من منازلهم بسبب الهجمات في جبل مرة ومناطق أخرى في شمال دارفور. وبحسب العاملين في الحقل الانساني إن 36,000 شخص على الاقل نزحوا منذ بداية يناير، ولربما يزيد العدد في الوقت الذي لم تتمكن فيه المنظمات الدولية من الوصول الى اجزاء من جبل مرة بسبب قيود الوصول والعقبات الناتجة عن القتال في المنطقة.

لجأ النازحون الجدد،غالبيتهم من النساء والاطفال الى المناطف الآمنة وحول قواعد بعثة اليوناميد الميدانية اومعسكرات النازحين في أم برو وطويلة ونرتيتي وشقرة وزمزم.
وقالت زينب احمداي البالغة من العمر 40 عاما، من قرية ام عردة الواقعة على بعد 35 كيلومتراً تقريباً " نهبوا ابقارنا واغنامنا وحميرنا واضرموا النيران في منازلنا، ولم نتمكن من جني محاصيلنا، لذا تركناها كما هي" واضافت " قريتنا خالية تماما، لايزال الناس من القرى المجاورة يتدفقون الى المعسكر."

يعيش النازحون الجدد في معسكر زمزم الذي يقع في منطقة شبه صحراوية في خيام مؤقتة تحت هجيرالشمس وفي حاجة ملحة للمساعدات، قطعوا مسافة أميال وأميال سيرا على الاقدام وركوبا على ظهور حميرهم محملة بما استطاعواانقاذه من ممتلكات اثناء هروبهم من الهجمات، حتى وصلوا الى المعسكر. أسرمكونه من خمسة اشخاص اويزيد ، يعيشون في خيمة مساحتها متران مربعان إما مصنوعة من الملابس البالية اوالقش.

وقالت فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها، تحمل على خاصرتها طفلها البالغ من العمر ستة عشر شهراً مستترة بثوبها البالي" منذ وصولنا الى المعسكر في يوم 22 يناير، لانزال نتضور جوعاً ونعاني من العطش."

مئات الشباب من الجنسين، يقضون يومهم هائمون على بوجوههم في انحاء المعسكر كانهم يبحثون عن اشياء مفقودة، في شعور يمتزج فيه الأمل باليأس. فقد العديد من الارامل وكبار السن والاطفال من يعولهم، البعض منهم يذهب الى مدينة الفاشر التى تبعد حوالى 12 كيلو متراً عن المعسكر مستخدما المواصلات العامة للحصول على عمل متواضع لإعالة اسرهم المنكوبة.

في ظروف قاسية مماثلة ، يعاني النازحون الجدد في طويلة من تقلبات الطقس مابين حاراثناء النهار وبارد في الليل. النقص في الغذاء والماء يجعل الاطفال أكثرعرضة للامراض المعدية كالتهابات الجهاز التنفسي والسعال.

وقال السيد أحمد آدم، أحد قادة المجتمع بمعسكر دبة نايرة بطويلة"هجمت القوات المسلحة ونهبت قرانا وتقطعت بنا السبل في ظروف افتقدنا فيها ضروريات الحياة كالغذاء والماء والخدمات الصحية." وبحسب السيد احمد، فإن اكثر من 1,550 اسرة وصلت الى المعسكر عقب موجه العنف الاخيرة، والكثيرين منهم يصلون يومياً للحاق بأفراد اسرهم الذين انفصلوا عنهم أثناء الهجمات.

وطالب النازحون الجدد بالمعسكرين بتوفير المساعدات الضرورية بما فيها الغذاء والماء والمأوى والبطانيات وحفرمراحيض اضافية، كما طالبوا بتوفير المساعدات الطبية لاطفالهم.

من جانبهم، ظل حفظة السلام التابعين لليوناميد يوفرون المياه والحماية للمجتمعات النازحة حديثاً وذلك من خلال تسيير دوريات منتظمة. تعمل البعثة جنباً الى جنب مع المنظمات الانسانية العالمية منها والمحلية لتسهيل إيصال المساعدات الانسانية للمحتاجين اليها.