رسالة الامين العام بمناسبة إحياء ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا

6 أبريل 2013

رسالة الامين العام بمناسبة إحياء ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا

في الذكرى السنوية التاسعة عشرة للإبادة الجماعية في رواندا، نحيي ذكرى أكثر من 000 800 من الأشخاص الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم؛ ونعرب عن إجلالنا للناجين من الإبادة الذين يظل صمودهم مصدر إلهام للغير؛ ونشيد بمن تقدموا، رغم عددهم الضئيل للأسف، للدفاع عن إخوتهم في الإنسانية.ومن رماد محرقة الإبادة الجماعية، شقت رواندا لنفسها مسارا جديدا، وهي تمضي في سبيلها إلى بناء مجتمع أكثر سلاما وعدالة. وأشجع رواندا حكومة وشعبا على مواصلة تعزيز روح الانفتاح والحوار الضرورية لتضميد الجراح والمصالحة وإعادة البناء.

وتعمل الأمم المتحدة كل يوم للتعلم من دروس رواندا وللحيلولة دون تكرار تلك الفظائع. ويقوم مستشاري الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية برصد العالم بحثا عن أي علامات على مشاكل محتملة. وقد استقر مفهوم ”المسؤولية عن الحماية“ بصفته أحد المبادئ العالمية الجديدة. ونحن نقوم بتعزيز قدراتنا من أجل الوساطة، وتقصي الحقائق، والدبلوماسية الوقائية، وتسوية المنازعات بالطرق السلمية. ونحن نركز على الإجراءات الخاصة وغيرها من آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي تضطلع بدور حاسم الأهمية في مجال الإنذار المبكر.

وقد خطونا أيضا خطوات هائلة في محاربة الإفلات من العقاب. والآن، فإن المشتبه في ارتكابهم للإبادة الجماعية وغيرهم من المجرمين المحتملين حول العالم يعلمون أنهم سيُحاسبون على أفعالهم أمام المحكمة الجنائية الدولية، أو غيرها من المحاكم الدولية، أو المحاكم المحلية. وتواصل المحكمة الجنائية الدولية لرواندا تحقيق العدالة، بالتعاون مع رواندا ودول أخرى. وتأتي العدالة الجنائية الدولية شاهدا على تصميمنا الجماعي على التصدي لأكثر الجرائم بشاعة. فعصر المساءلة الجديد قد أصبح حقيقة ملموسة.

ومنع حدوث الإبادة الجماعية مسؤولية مشتركة. ويجب على الدول الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بمنع الانتهاكات وحماية سكانها. ويتعين علينا جميعا أن نتجاوز الأقوال إلى الأفعال وأن نوفر الحماية الفعالة لمن تتهددهم المخاطر. وعلى الصعيد الفردي، علينا أن ننمي الشجاعة اللازمة للاهتمام بالغير وأن نشحذ العزيمة للعمل. ولن يتسنى لنا، بغير مواجهة هذه التحديات، أن نضاهي عزيمة الناجين وأن نحيي حقا ذكرى من قضوا في رواندا منذ 19 عاما.