خطاب رئيسة اليوناميد بالإنابة بمناسبة افتتاح أعمال مجلس السلطة الاقليمية لدارفور

18 يناير 2013

خطاب رئيسة اليوناميد بالإنابة بمناسبة افتتاح أعمال مجلس السلطة الاقليمية لدارفور

معالي السيد عثمان طه نائب الرئيس الأوّل لجمهورية السودان

سعادة الدكتور التيجاني سيسي، رئيس سلطة دارفور الإقليمية

معالي الوزراء
سعادة ولاة ولايات دارفور
حضرة أعضاء لجنة متابعة التنفيذ الحاضرين هنا
حضرة أعضاء السلك الدبلوماسي
زملائي من اليوناميد ومنظومة الأمم المتحدة في السودان
حضرة الضيوف الكرام
 
حضرة السيدات والسادة
 
السلام عليكم
يسرني أن أكون حاضرة هنا اليوم لتدشين مجلس سلطة دارفور الإقليمية. إنّ هذا الحدث الذي طال انتظاره، يشكّل خطوة جبارة في إطار تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. إنّها لخطوة جبارة لأنّها تكمل تأسيس سلطة دارفور الإقليمية، كالآليّة الرئيسية ليس فقط لتنفيذ أحكام وثيقة الدوحة للسلام في دارفور بل وترتدي أهميّة كذلك للتنسيق مع أطراف الحكومة المعنيين في إطار جهود الإنعاش وإعادة الإعمار والمشاريع في دارفور.
وكما هو منصوص عليه في وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، يتمتع مجلس سلطة دارفور الإقليمية بدور الإشراف والمراقبة والتنظيم ويقضي تفويضه من بين أمور أخرى، بدراسة القوانين والتوصية بإجراءات تشريعية كفيلة بتعزيز التنسيق والتعاون بين ولايات دارفور، بالإضافة إلى تقييم أداء سلطة دارفور الإقليمية والمصادقة على موازنتها والحرص على أن يكون إنفاق سلطة دارفور الإقليمية سليماً وعلى أن تخضع للمساءلة. وهذه المسؤوليات أساسيّة لتعزيز عملية السلام والمصالحة والشفاء ولضمان الإنعاش الاقتصادي وحتى التنمية في دارفور.
 
في حين أضمّ صوتي لأصوات الآخرين لتهنئة سلطة دارفور الإقليمية رئيساً وأعضاء، أحثّكم جميعاً على بذل أقصى ما أوتيتم به من جهد للوفاء بهذه المسؤوليات العامة فتكونوا بالتالي على قدر الثقة التي علّقت عليكم. وإلى ذلك، أسأل الحكومة أن تمكّن وتموّل بالشكل المناسب كلّ من فرع سلطة دارفور الإقليمية التنفيذي ومجلسها ليتمكّنا من العمل بشكل كامل وفعال.
 
على الرغم من عدد من التحديات، من الواضح أنّ فرع سلطة دارفور التنفيذي، عبر العمل الوثيق مع مكتب دارفور لمتابعة السلام، بذل الجهود لناحية تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور وقد تأتّى عن ذلك بعض النتائج ولا سيّما في عمليّة بعثة التقييم المشتركة لدارفور.
 
بصفتي الممثلة الخاصة المشتركة بالإنابة وكبيرة الوسطاء المشتركة المؤقتة، أودّ التأكيد على دعم كلّ من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وكذلك أعضاء الأسرة الدولة الأكثر شمولاً لوثيقة الدوحة للسلام في دارفور كأساس لتحقيق سلام شامل في دارفور. إنّ الأسرة الدولية حريصة على التنفيذ الفعلي في حينه لأحكام هذه الوثيقة كواحد من ثلاثة عناصر أساسية لتحقيق سلام شامل ودائم في دارفور.
 
في ما يتعلّق بالجهود المبذولة لضمّ جميع الأطراف المتحاربة إلى طاولة الحوار، تسرّني الإشارة إلى انتهاء التحضيرات لاستكمال المحادثات بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة قريباً جداً في الدوحة. وفي هذا الصدد، أحثّ الطرفين على التحلّي بالمرونة لصالح أهل دارفور الذين عانوا لفترة طويلة جداً.
 
أمّا في ما يتعلّق بالحوار والمداولات الداخلية وهو العنصر الثالث الأهمّ في عمليّة السلام، فإنّّ المداولات حول البدء بالعمليّة جارية مع الميسرين وأطراف وثيقة الدوحة للسلام في دارفور بالإضافة إلى أصحاب مصلحة آخرين والأسرة الدولية.
 
في إطار هذا كلّه وفي عدد من المساعي الأخرى المتعلقة بالسلام والجهود الإنسانية وجهود الإنعاش وإعادة الإعمار، إنّ اليوناميد كانت وما زلت وستستمرّ بتقديم دعمها بما يتوافق مع تفويضها وقدرتها. في هذا الصدد، أودّ التقدّم بالشكر من حكومة السودان وسلطة دارفور الإقليمية والحكومة الولائية على التعاون الذي نلقاه بشكل عام من قبلهم لناحية تنفيذ النشاطات التي ينصّ عليها تفويضنا.
 
ختاماً، أودّ التأكيد مجدداً على أهميّة هذه المناسبة بالنسبة إلى سلطة دارفور الإقليمية وعملية وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. ويجب ألاّ ننسى أن ترسيخ مؤسسات حكم على غرار مجلس سلطة دارفور الإقليمية هو أمر، وجعلها تعمل للصالح العام أمر آخر تماماً. فهي تتطلّب موارد بشرية ومادية بالإضافة إلى الالتزام السياسي والبيئة المؤاتية حيث يمكن لجمع أصحاب المصالح المساهمة.
 
فلنضافر جهودنا لمساعدة أهل دارفور على تحقيق أحلامهم
 
شكراً وبارككم الله.

 نيالا، 16 يناير 2013