تجنب مخاطر الذخائر غير المنفجرة

9 أبريل 2014

تجنب مخاطر الذخائر غير المنفجرة

4أبريل 14- حينما كانت في طريقها إلى المنزل، إلتقطت خرشاء وهي فتاة في الرابعة عشرة من عمرها من مدينة زالنجي بولاية وسط دارفور- جسم في شكل أناناس صغير. وعند وصولها البيت، سلمت الجسم إلى شقيقها زكريا ذو الأربع سنوات.

حينما كانت في طريقها إلى المنزل، إلتقطت خرشاء وهي فتاة في الرابعة عشرة من عمرها من مدينة زالنجي بولاية وسط دارفور- جسم في شكل أناناس صغير. وعند وصولها البيت، سلمت الجسم إلى شقيقها زكريا ذو الأربع سنوات. أدركت والدتهما، حواية، التي كانت تعد وجبة الإفطار في فناء المنزل، بأنّ صغيرها يلعب بجسم غريب. ورغم تحذيراتها، واصل الطفل اللعب بالجسم الغريب الذي أخذ يصدر صوتاً. أصدرت حواية تحذيراً سريعاً لأبنائها بالإبتعاد عن المنطقة إلا أن الجسم أنفجر وتسبب بالأذى لكل أفراد العائلة وأودى بحياة صغيرها بعد يومين من الحادث.

كانت حواية ضمن مجموعة من سُكان زالنجي ممن تلقوا تدريباً حول التوعية بمخاطرالذخائر غير المنفجرة نفذه مكتب التخلص من الذخائر باليوناميد. لسوء الحظ، عندما أدركت بأن الجسم الذي بين يدي زكريا يشكل تهديداً، لم تتمكن من التدخل بالسرعة المطلوبة لإنقاذ حياته.

في وقت لاحق، أبانت خرشاء بأنها كانت تعتقد بأن الجسم الذي إلتقطته والذي تبين بأنه كان قنبلة يدوية غير مؤذي. وقالت "لم تكن لدي أي فكرة عن خطورة ذاك الجسم." وأضافت "لا أوّد أن يحدث مثل هذا الأمر لشحص آخر، وعليه ينبغي توعية كل أفراد المجتمع بهذه المخاطر وعدم إلتقاط أي أجسام خطرة".

لا زالت الذخائر غير المنفجرة تشكل خطراً على سلامة وأمن المجتمعات في دارفور. منذ العام 2013م وحتى هذه اللحظة، أصيب 19 شخصاً ولقى سبعة آخرون حتفهم جراء حوادث الذخائر غير المنفجرة . تشمل أنواع الذخائر غير المنفجرة في دارفور قذائف الهاون و قذائف الدبابات والمدفعية والقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية وصواريخ الطائرات والصواريخ التي تطلق من الأرض وذخائر الأسلحة الصغيرة.

مخلفات الصراع غير المنفجرة هذه لا تشكل خطرا مباشرا على المدنيين فحسب، بل تشكل تهديدا يعرقل إيصال المساعدات الإنسانية بشكل غير مباشر وتعيق عودة اللاجئين والنازحين وتحول دون فلاحة المزارعين لأراضيهم.

إتخذ موطفو مكتب اليوناميد للتخلص من الذخائر غير المنفجرة خطوات لعمل مسوحات لكل المسارات في دارفور. منذ يوليو 2013م وحتي الآن، تمكن المكتب من تقييم أكثر من 800 كيلو متر مربع من الأراضي وأكثر من 3000 كيلو متر من الطرق وإعلانها خالية من الذخائر. وفي نفس السياق، تمكن المكتب من تدمير أكثر من 850 من الذخائر غير المنفجرة وقام بتدريب أكثر من 16000 شخص حول كيفية التعرف على الذخائر غير المنفجرة ووضع علامات عليها. ظل موطفو مكتب اليوناميد للتخلص من الذخائر غير المنفجرة في تواصل مستمر مع شركائهم من مكونات اليوناميد الأخرى وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) والعديد من المنظمات الدولية والمحلية الطوعية ومؤسسات الدولة لرفع الوعي بالقضية والحدّ من خطر تلك الذخائر.

أوضح السيّد ماكس ديك، مدير برنامج مكتب اليوناميد للتخلص من الذخائر غير المنفجرة قائلاً "من خلال جهود مكتب للتخلص من الذخائر غير المنفجرة وشركائنا الآخرين، تمكنا من تنوير أكثر من 800000 شخص بمخاطر مخلفات الحرب غير المنفجرة وتنوير أكثر من 2.5 مليون آخرين بصورة غير مباشرة".

وخير مثال لبرامج التوعية بمخاطر الذخائر غير المنفجرة التي نُفذت في دارفور تلك التي نفذتها منظمة أصدقاء السلام والتنمية السودانية. شرح السيّد يحى أحمد، مدير المنظمة بأن معظم حوداث الذخائر غير المنفجرة تحدث في المناطق الريفية وفي أطراف المدن حيث يلعب الأطفال او يقومون برعي مواشي أهليهم. وأبان "يفتقر معظم الأطفال إلى المعلومات الأساسية حول الذخائر غير المنفجرة التي يصادفونها في الطبيعة لان بعض الآباء قد أخرجوا أبنائهم من المدارس. وأبان بأن المنظمة تستهدف المناطق الريفية ومدارس ومعسكرات النازحين من خلال مسارح العرائس وورش العمل التي تهدف إلى إحداث وعي بمخاطر الذخائر غير المنفجرة .

بالإضافة إلى التركيز على رفع الوعي بالذخائر غير المنفجرة بطريقة مباشرة من خلال مساعدة الآباء، تقوم اليوناميد بدعم الضحايا من خلال برامج دعم مصممة لتمويل إعادة تأهيل المصابين في تلك الحوادث. صُممت هذه البرامج لضمان حصول الضحايا على المساعدات الإجتماعية والإقتصادية التي يحتاجونها.

يُحتفل باليوم العالمي للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام في 4 أبريل سنوياً. في الرسالة التي بعث بها بهذه المناسبة، سلّط السيّد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة ، الضوء على دور المرأة في حماية مجتمعها من آثار الذخائر غير المنفجرة وأشار بأن النساء يتأثرن بالعنف بشكل غير متناسب . وأضاف "للنساء إحتياجات مختلفة عند الحديث عن التوعية بالمخاطر وقد يواجهن مخاطر جمّة عند مقتل أو جرح أحد أفراد العائلة". ومضى بالقول "لهذا السبب تبذل الأمم المتحدة جهوداً للإصغاء إلى آراء النساء فيما يختص بخطة عمل نزع الألغام وتضمين أفكارهن وتمكينهن من الإسهام في حملتنا العالمية".