اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام: اليوناميد تساعد في الحفاظ على بيئة آمنة

2 أبريل 2015

اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام: اليوناميد تساعد في الحفاظ على بيئة آمنة

إعداد شارون لوكونكا

السيد محمد حسن محمد أحد الخبراء في مجال إزالة الألغام في دارفور كمتعاقد دولي مع منظمة مبادرة التنمية ( تي دي آي ) وهي منظمة تقوم بتوفير خدمات تجارية في مجال إزالة مخلفات الحرب المتفجرة وتقديم حلول لوجستية في المناطق النائية التي يستحيل الوصول اليها وهي في الغالب مواقع للعدائيات.

تعمل منظمة تي دي آي في دارفور بتعاون وثيق مع مكتب بعثة اليوناميد للتخلص من الذخائر غير المنفجرة وذلك لضمان بيئة آمنة للسكان المحليين من خلال تطهير الاقليم من مخلفات الحرب المتفجرة.

ويعكف السيد محمد وفريقه كل يوم في مباشرة العمل بالتعاون الوثيق مع مكتب بعثة اليوناميد للتخلص من الذخائر المتفجرة ووكالات أخرى وطنية ودولية في دعمٍ مباشر لجهود البعثة الرامية إلى حماية المدنيين وتسهيل ايصال المساعدات الانسانية وضمان حرية الحركة من خلال التقليل من مخاطر الاصابات الناتجة عن الذخائر غير المنفجرة في الاقليم عبر أنشطة المسح والازالة والتوعية بمخاطر هذه الذخائر.

وبفضل الجهود التي يبذلها مكتب اليوناميد وشركائها للتخلص من الذخائر غير المتفجرة في دارفور، تم تطهير مناطق شاسعة من الذخائر غير المتفجرة ومواد أخرى من مخلفات الحرب. ومنذ يناير 2014، أجرت اليوناميد مسحاً عاماً حول مخاطر المواد المتفجرة في 217 قرية في مختلف أنحاء دارفور ضمن مساحة بلغت 425 كيلو مترا مربعا. وفي خلال عملياتها استطاعت هذه الفرق تطهير 183 منطقة خطرة وأجرت مسحاً لمسافة بلغت 1,953 كليومترا من الممرات واستطاعت العثور على 3,117 من المواد غير المنفجرة ومن ثم تفجيرها.

وفي حين أن تطهير بعض الممرات الرئيسية قد أدى إلى تحسين مستوى الوصول إلا أن السيد محمد عبّر عن مخاوفه من انّ الذخائر غير المنفجرة لا تزال تعيق عملية التنمية في بعض اجزاء الاقليم. ويشير إلى أنّ أحد التحديات الكبيرة التي تؤثر في عمل فرقهم يتمثل في عودة التلوث للمناطق التي تم تطهيرها سابقاً. وقال في هذا السياق: "إن احتمال عودة التلوث سيكون عالياً في المناطق التي تجري فيها عمليات قتال مستمرة بين مختلف المجموعات المسلحة و الصراعات القبلية". ويمثل الوضع الامني وعدم التمكن من الوصول إلى مناطق معينة اشارت المعلومات إلى تلوثها تحدياً آخراً امام فرق تطهير المتفجرات في دارفور.

نشرت تي دي آي من خلال الشراكة مع المنظمات المحلية غير الحكومية و(سيبرو)، ثلاثة فرق في كل من الفاشر بشمال دارفور والجنينة بغرب دارفور وزالنجي بوسط دارفور. وأوضح السيد محمد بأن هذه الفرق تتلقى الثقارير من مكتب اليوناميد للتخلص من الذخائر غير المنفجرة تتعلق بوجود مخلفات الحرب غير المتفجرة في منطقة ما من المناطق. وأشار قائلاً: "نقوم بمسح المنطقة ووضع علامات عليها تمهيداً لعملية التطهير والتدمير وكذلك توعية سكان المنطقة، بمن فيهم الاطفال الذين سيتم توجيههم في البقاء بعيداً وعدم اللعب بالقرب من المناطق المتأثرة".

وبسبب الصراع الدائر في دارفور، تظل الذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب المتفجرة تشكل تهديداً كبيراً للسكان. وتشمل مخلفات الحرب المتفجرة التي تواجه دارفور، القنابل الملقاة من الجو والصواريخ وقذائف المدفعية ومقذوفات المدافع الرشاشة والقنابل اليدوية . وهناك اكثر من 150 حادثة ادت إلى موت أو إصابات خطيرة وسط 215 من المدنيين وموت حوالي 105 من الاشخاص و يتأثر الأطفال بهذه المخلفات على نحو خاص.

ونتيجة لذلك، يقوم مكتب اليوناميد للتخلص من الذخائر غير المنفجرة بالتوعية بمخاطر هذه الذخائر ومخلفات الحرب وسط السكان ومجتمعات النازحين في دارفور. وقد تم الوصول بشكل مباشر لنصف مليون شخص ولأكثر من مليون شخص بوسائل غير مباشرة. ومن أمثلة هذا النوع من برامج التوعية التي نفذت في دارفور، البرنامج الذي نفذته منظمة ندى الأزهار، وهي منظمة سودانية غير حكومية مقرها شمال دارفور.

وكشفت السيدة رحاب آدم، من سكان طويلة بشمال دارفور،عن إنضمامها إلى المنظمة في العام 2014 كمتطوعة لمساعدة المجتمعات على فهم مخاطر الذخائر غير المنفجرة والمواد الأخرى من مخلفات الحرب غير المتفجرة. وقالت: "بما أن بعض الاباء في المناطق الريفية قد اقدموا على سحب أبنائهم من المدارس، يفتقر هؤلاء الاطفال إلى المعرفة الأساسية عن الذخائر غير المتفجرة التي يواجونها عند تحركاتهم". وأضافت أن المنظمة تستهدف بشكل خاص تلاميذ المدارس والمناطق الريفية ومعسكرات الناحين من خلال عرض الدٌمى المتحركة وإقامة ورش عمل تهدف إلى ترسيخ الوعي بمخاطر الذخائر غير المتفجرة.

وحتى الآن، نظمت فرق التوعية بالمخاطر أكثر من 2,000 دورة توعوية في المدارس بمختلف انحاء ولايات دارفور الخمس واستطاعت أن تصل إلى 617,427 مستفيد بشكل مباشر، بمن فيهم النساء والأطفال.

وبرغم التحديات، استمرّ مكتب اليوناميد للتخلص من الذخائر غير المتفجرة وشركاؤه من مكونات البعثة الاخرى وصندوق الامم المتحدة للطفولة والمنظمات الدولية غير الحكومية والجهات الوطنية ذات الصلة مثل المركز الوطني لمكافحة الألغام ووزارات التربية والشؤون الاجتماعية والصحة والاوقاف والشباب والرياضة في العمل من أجل ضمان بيئة آمنة للسكان المحليين وقوات حفظ السلام والعاملين في مجال العمل الانساني في الاقليم. وكنتيجة لهذه الأنشطة، اصبحت للبرامج الاجتماعية والاقتصادية والتنموية فرصة أكبر للتنفيذ الناجح.

واقراراً بالمخاطر التي تشكلها الالغام والمواد الاخرى من مخلفات الحرب على السلام المستدام وتهديد حياة البشر ، يتم الاحتفال بيوم 4 أبريل من كل عام كيوم عالمي للتوعية بمخاطر الألغام. وقد تم الإحتفال لهذا العام تحت شعار "أكثر من كونها ألغاماً" تعبيرٌ مباشر عن المخاطر التي يواجهها المدنيون وقوات حفظ السلام ووكالات التنمية والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني في المناطق التي تعاني الصراعات، وقال الأمين العام للامم المتحدة، بان كي مون، في رسالته بهذه المناسبة: "حين تنقطع الطريق بسبب مخاطر المتفجرات، يتعذر إيصال الأغذية ويصعب على اللاجئين والنازحين العودة إلى ديارهم بأمان، ولا يستطيع الأطفال الذهاب إلى مدارسهم وتتعطل التجارة وتتوقف جهود التنمية وبناء السلام ويتعذر تنفيذ عمليات حفظ السلام بأمان".