توفير التعليم لمجتمع الصم بوسط دارفور

previous next
2 أكتوبر 2014

توفير التعليم لمجتمع الصم بوسط دارفور

النور محمد النور، 55 عام، هو من أكبر الطلاب الملتحقين في مركز الصم في زالنجى بوسط دارفور. ويعد المركز المرفق الوحيد من نوعه لتوفير التعليم للطلبة الصم في المنطقة. ويُدرس هؤلاء الطلبة كيفية الكتابة واستخدام لغة الإشارة في بيئة تعليمية راسخة. يأتون من معسكرات النزوح القريبة ومن مدينة زالنجي والقرى المجاورة. وقد بدأ المركز أولاً في توفير الأنشطة بحضور فقط سبعة طلاب ولكن مع مرور الوقت تزايد العدد إلى 60 طالب.

كل الطلبة الملتحقين بالمركز هم من الصم وتتراوح أعمارهم من سن المدرسة إلى كبار السن من الجنسين. وتشير حنان بخيت البالغة من العمر 12 سنة وخديجة طه رزق الله البالغة من العمر 16 سنة، كلتيهما من معسكر حامدية للنازحين، إلى أن هذا هو الشكل الوحيد للتعليم الذي يتلقينه نسبة لأن المدارس الأخرى بالمعسكر لسيت قادرة على استيعاب طلبة ذوي إعاقة وخصوصاً فاقدي السمع منهم.

ولد طالب الدين آدم إدريس أصماً ولم يتعلم كيفية التخاطب حتى التحق بمدرسة للصم في الخرطوم في العام 1985. ويوضح أنه كان يعمل في العاصمة السودانية عندما علم أن هناك مؤسسة متخصصة للصم قريباً منه. وعند اكمال دراساته عاد إلى بلده زالنجي وأسس أول اتحاد ومركز للصم في العام 2006 بهدف خلق فرصة لمجتمع الصم من مختلف المشارب لتعلَم كيفية التخاطب. وكان بعض الطلاب يقطعون مسافات طوال لحضور الدروس التي كانت تُقدم في البداية تحت خيمة مؤقتة معمولة من القش.

ويقول إدريس أن مركزه لم يتلقى أي دعم مالي من المؤسسات المحلية. بيد أن اليوناميد ووكالات الأمم المتحدة الأخرى ظلت تقدم الدعم اللازم والذي يشمل انشاء حجرات دراسية وحمامات وأسوار بالإضافة إلى توزيع مواد تعليمية.

 فقد مولت قسم الشؤون المدنية عبر المشاريع ذات الأثر السريع لليوناميد انشاء ثلاث حجرات دراسية في العام 2007. وحالياً تُستغل احدى هذه الحجرات كمكتب للمعلمين بينما تُستغل الأخريين لتعليم الصم من مرحلتي الثانوي والابتدائي. كما تُخطط البعثة لانشاء مزيد من الحجرات الدراسية وورشة عمل لتزويد المركز بنوع من الأنشطة المدرة للدخل.

 ويقول طاهر سيفيك رئيس فريق الشؤون المدنية باليوناميد في وسط دارفور ”كل طفل يستحق فرصة للتعليم، خصوصاً الأطفال ذوي الإعاقة. ومن أجل هذا أتينا بهذا المشروع رغم محدودية مواردنا لدعم المدرسة حتى يتسنى للطلاب الفرصة للتعليم لمعرفة كيفية التخاطب، وهذا حقٌ لهم.“

إضافة إلى ذلك في العام 2012 قام متطوعوا الأمم المتحدة باليوناميد بطلاء الحجرات الدراسية والسور وانشاء مأوى كجزء من أنشطتهم المجتمعية. كما تقوم اليوناميد باستقطاب الدعم من الوكالات المعنية العاملة في المنطقة لدعم مركز الصم.