مقابلة راديو الامم المتحدة مع الممثل الخاص المشترك ببعثة اليوناميد

14 أبريل 2014

مقابلة راديو الامم المتحدة مع الممثل الخاص المشترك ببعثة اليوناميد

راديو الامم المتحدة أجرى مقابلة مع الممثل الخاص المشترك ببعثة اليوناميد، وفيما يلي نص المقابلة التي اجراها الراديو مع السيد محمد بن شمباس ، الممثل الخاص المشترك ببعثة اليوناميد في أبريل 2014 بمقر الامم المتحدة في نيويورك .

إذاعة الأمم المتحدة : نبدأ المقابلة بالسؤال حول القرار الأخير الذي أصدره مجلس الامن الدولي، والذي تبنى مراجعة أولويات اليوناميد . البعض قد يفسر هذا بأن تحسناً طرأ على أرض الواقع، ولكن البعض الاخر يراه علامة على كثير من التحديات تلوح في الافق. ما هو الصحيح ؟
ابن شمباس: إن الاستراتيجية المعدلة للبعثة تركز أولا، على تكثيف جهود الوساطة في التوصل إلى إتفاق سياسي بين الحكومة والحركات غير الموقعة على اتفاق السلام، ثانيا مواصلة التركيز على حماية المدنيين وثالثا تكثيف جهود الوساطة المحلية.
وقعت الكثير من الاشتباكات العرقية في دارفور وهي ديناميكية جديدة يتعين الاهتمام بها والقيام بدور في السيطرة على تلك الصراعات وإنهائها وتيسير التعايش السلمي بين كل المجتمعات في دارفور. فبعد عشرسنوات من الصراع في دارفور، كان من الضروري إعادة النظر في الاوضاع وتفويض البعثة . كيف لنا إعادة ترتيب الأولويات من أجل الاستفادة بشكل أفضل من البعثة لتحقيق النتائج في المجال الوساطة السياسية ، حماية المدنيين والوساطة على المستوى المحلي؟ في رأي ، تلك هي الأولويات الأساسية التي ينبغي التركيزعليها وهو ما أقره مجلس الامن.
إذاعة الأمم المتحدة: كيف سيغير هذا القرار طريقة عمل اليوناميد على الأرض؟
إبن شمباس: علينا ان نكثف جهودنا لدفع الحكومة والحركات إلى الانخراط في مباحثات مباشرة. وفي هذا الشأن، نحن سعداء لإعلان حكومة السودان مبادرة الحوار الوطني، يجب أن ندعم تلك العملية لأن القضايا السياسية في السودان لن تحل إلا من خلال نهج شامل وحوار جامع يشارك فيه كل السودانيين من الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والجماعات المسلحة، ليجلسوا معا ويناقشوا أسباب الصراع في السودان ودارفورعلى مدى كل تلك السنوات. وفيما يتعلق بالحماية يتعين أن نكون أكثر فعالية في ضمان تواجدنا عندما يتعرض السكان المدنيون للخطر.نحن متواجدون في دارفور لتحقيق الأمن ، نحن هنا لتمكينهم من ممارسة حياتهم المعتادة حتى وإن لم ينتهي الصراع بصورة نهائية .شكلت الصراعات القبلية سببا لمعظم حالات النزوح خلال العام 2013، إذ شٌرد نحو أربعمائة ألف شخص. وقد قمنا بدور في تيسير إجراء المناقشات المحلية وعملنا مع الولاة والحكام والعٌمد والشٌيوخ وغيرهم لمناقشة المشاكل والنظر في كيفية التعايش السلمي وتقاسم موارد دارفور فيما بينهم.
إذاعة الأمم المتحدة: برأيك ما الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إنعدام الأمن في دارفور خلال العام الماضي؟ هل هي عنف طائفي أم نزاعات؟
إبن شمباس: نعم، خلال العام الماضي، فى 2013، لا شك أن المصدر الرئيسي لإنعدام الأمن هو الحروب القبلية وكان ذلك هو السبب الرئيسي للنزوح والعنف وانعدام الأمن. كما أشرت أن أكثر من أربعمائة ألف شخص نزحوا نتيجة لهذه المواجهات والتي وقعت بين بني حسين والأبالة بشمال دارفور، والسلامات والمسيرية بوسط دارفور، أو في شرق دارفور بين الرزيقات و المعاليا وجميعهم يقتتلون بسبب شح الموارد. إنه حقاً تحدي، نحن عملنا مع السلطات الولائية، والسلطات المحلية، والقيادات القبلية، واستطعنا بنجاح في التوسط في كثير من هذه الصراعات.
في هذا العام، في 2014، نحن نري عنصراً جديداً، إنه الحروبات المتزايدة التي تسببها قوات الدعم السريع، هذه القوة شاركت في حرق القرى، وقد تسببت أنشطتها في نزوح نحو200000 شخص خلال هذا العام فقط، وهذا أمر مقلق للغاية. كما نري إزدياداً في نشاط حركات التمرد رغم مشاركتنا ونقاشنا وتشجيعنا لهم ليكونوا جزءاً من الحوار الوطني.
من جهة ، على الحكومة أن توقف نشاط قوات الدعم السريع، وفي المقابل يتوجب على الحركات أن توقف أنشطتها العسكرية. على الطرفين العودة الى الحوار والإتفاق على كيفية مشاركة كافة السودانيين في الحوار من أجل التوصل الى حلول دائمة للأزمة في دارفور وأجزاء أخرى من السودان.
إذاعة الأمم المتحدة: كيف يؤثر العنف المتزايد على عملكم مع المجموعات المسلحة في دارفور؟
ابن شمباس: إن أي تصعيد للعنف يقف حجر عثرة أمام مهمتنا. وقد حاولنا بالطبع أن نتعايش مع التوقعات. نظمنا العديد من ورش العمل والدورات التدريبية حول وساطة الصراعات، حاولنا إحياء النظام التقليدي على المستوى المحلي في حل النزاعات، كما حاولنا تمكين قادة المجتمعات من السيطرة على هذه النزاعات.
اذاعة الأمم المتحدة: ما الجديد فيما يتعلق بجهود الوساطة مع المجموعات المسلحة؟
إبن شمباس: نحن أحرزنا بعض التقدم، قمت بزيارتهم في كمبالا، عقدت معهم إجتماعات في أروشا، سافرت معهم الى أديس أبابا للإجتماع بقيادة الإتحاد الأفريقي. وفي كل هذه الإجتماعات، كانت رسالتنا واحدة: أن كلاً من مجلس الإتحاد الأفريقي للسلم والأمن ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعوان كافة أطراف النزاع للتخلي عن الخيار العسكري والبحث عن الحل السياسي.
أعتقد أن هناك بعض المرونة من قبل الحركات ، عندما أعلنت الحكومة الحوارالوطني، ويبقى التحدي الماثل هو جلوس الطرفين معاً لمناقشة الترتيبات الأمنية بغية وقف المواجهة العسكرية. إن الخيار العسكري لايأتى الا بمزيد من المعاناة للمدنيين، ولذا لا يمكن لأي من الطرفين التغلب على الآخر .
لم تستطع الحكومة هزيمة المتمردين طوال العشر سنوات، في المقابل، ظل المتمردون غير قادرين على هزيمة الحكومة، لذا فإن استمرار الخيار العسكري ما هو إلا مزيد من المعاناة للمواطنين. على الطرفين التخلي عن الخيار العسكري وإتاحة الفرصة للمسارالسياسي المتمثل في الحوار الوطني. لذا فإننا نريد مناقشة الترتيبات الأمنية التي تمكن الحركات المسلحة -غير الموقعة من المشاركة في الحوار.
إذاعة الأمم المتحدة: عندما تعود إلى دارفور وتبدأ عملك من خلال قرار مجلس الأمن الجديد ما هي الأهداف العملية التي تعتقد أنك قادر على تحقيقها لسكان دارفور خلال عام 2014؟
إبن شمباس: نحن نعمل في هذه القضايا، نحن ندرك في البعثة الحاجة لنكون أكثر فاعلية وأن نفعل المزيد بموارد أقل، فهناك بعثات سيتم إنشاؤها. فالأولويات المحددة لنا واضحة، ككبير للوساطة ، علي أن أكثف الجهود التي أبذلها في مجال الوساطة وعلى الموظفين والقوات تكثيف جهودحماية المدنيين و سنواصل الانخراط في تقديم الدعم اللوجيستي والتقني وغيره من أشكال المساعدة للمجتمعات في دارفور لوضع حد للقتال القبلي