تحقيق الاستقرار وحقوق الإنسان للنازحين في دارفور

صورة تابعة لليوناميد.

صورة تابعة لليوناميد.

previous next
20 سبتمبر 2017

تحقيق الاستقرار وحقوق الإنسان للنازحين في دارفور

تركز البعثة المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور على حماية المدنيين - ولا سيما الفئات الضعيفة مثل النازحين الذين لا يزالون غير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب الصراع. وتستجيب البعثة ومتطوعو الأمم المتحدة للبيئة المتغيرة لحفظ السلام عن طريق زيادة التركيز على أنشطة تحقيق الاستقرار التي تحافظ على المكاسب المحققة. إنّه لتفويض معقد يتكيّف مع الظروف المتطورة على أمل تحقيق انتقال مستدام نحو السلام في دارفور.

يعمل متطوعو الأمم المتحدة في جميع عمليات اليوناميد التي تغطي منطقة دارفور الشاسعة (أي ما يعادل حجم فرنسا تقريباً). وتتميز البيئة بظروف قاسية تترافق مع درجات حرارة مرتفعة للغاية وعواصف رملية وآليات دعم محلي محدودة أو معدومة. وعلى الرغم من هذه التحديات، نجحت اليوناميد بإنشاء شبكة من المرافق والبنى التحتية في دارفور، بما في ذلك في المواقع النائية في الميدان، بغية دعم وتحقيق تفويض البعثة المتمثّل في حفظ السلام وتحقيق الاستقرار.

وتجدر الإشارة إلى أنّ متطوعي الأمم المتحدة تواجدوا بأعداد كبيرة منذ بدء البعثة في العام 2008 ولعبوا أدواراً حاسمة في مجال الدعم التقني والقدرات الفنية على حدّ سواء وساهموا في إنشاء البنية التحتية للبعثة واضطلعوا بأنشطة ميدانية في مجالات مثل الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والشؤون الإنسانية/ المدنية، وحماية الطفل. وبحكم طبيعة مهامهم عادة ما يعمل متطوعو الأمم المتحدة بشكل وثيق مع الزملاء السودانيين والمجتمعات السودانية بهدف تمكين السكان المحليين.

ويقول ستيوارت موران، مدير برنامج متطوعي الأمم المتحدة في دارفور:

"أشعر بالفخر كل يوم وأنا  أرى عن قرب خدمة متطوعي الأمم المتحدة الوطنيين والدوليين في اليوناميد إذ يجلبون مزيجاً قوياً من الخبرة الفنية إلى جانب درجة عالية من التفاني والالتزام لمساعدة البعثة على تحقيق تفويضها."

وفي حين أنّ قوات حفظ السلام الدولية ذوي الخوذات الزرقاء يقومون بدوريات في المنطقة بمركبات الأمم المتحدة البيضاء التي تحمل أعلام الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي مرفرفة في مهب الريح، يتضّح لنا كيف يلعب متطوعو الأمم المتحدة، من خلال خدمتهم المتفانية في إطار مجموعة واسعة من أنشطة البعثة، دوراً حاسماً في تحقيق هذه الدوريات. فمن دون دعم متطوعي الأمم المتحدة وزملائهم في اليوناميد، لن يحصل سكان دارفور على الحماية المهمّة التي توفرها البعثة.

كما ويتميّز متطوعو الأمم المتحدة في اليوناميد إذ يقومون بواجباتهم ضمن سياق سياسي واجتماعي معقد وحساس يستند إلى الوعي الثقافي وطبيعة فضولية لاحتضان الثقافة السودانية المحلية والتفاعل مع الزملاء والمجتمعات المحلية بغية إثراء تجربتهم. وفي اليوناميد، يظهر هذا التفاني وتتجلّى الروح التطوعية من قبل متطوعي الأمم المتحدة الدوليين والمواطنين السودانيين المعينين في برنامج متطوعي الأمم المتحدة الوطني الذين يساهمون من خلال خدمتهم التطوعية في البعثة، في تحقيق السلام والتنمية في بلدهم.

وفي هذا الصدد صرّح عادل اسحق أحد متطوعي الأمم المتحدة الوطنيين العاملين في قسم حقوق الإنسان:
"أشعر بالاكتفاء الذاتي إذ أزور المناطق النائية وأجتمع أحياناً في الحقول في الخلاء تحت ظلّ شجرة بالنساء الريفيات والنازحين وغيرهم من الفئات الضعيفة وأساعدهم على فهم حقوقهم وملاذاتهم كمواطنين سودانيين. إنّ إسداء المشورة لهؤلاء السكان المعرضين للخطر ودعمهم يسمح لي بتعزيز المعرفة بحقوق الإنسان في دارفور كلّ حالة على حدة. أنا فخور للغاية لمساهمتي في بلدي كمتطوع وطني من متطوعي الأمم المتحدة."

وبالإضافة إلى دعم الاحتياجات التشغيلية والإدارية، يركز ستيوارت، جنباً إلى جنب مع زملائه في برنامج متطوعي الأمم المتحدة، على سلامة وأمن وصحة متطوعي الأمم المتحدة في ضوء الظروف النائية والقاسية التي يتعرضون لها أثناء خدمتهم. "ترك هؤلاء الأفراد مناطق راحتهم وأحباءهم وجاؤوا إلى هذه البيئة الصعبة، لا كموظفين يتقاضون أجراً، بل كمتطوعي الأمم المتحدة. علينا الحرص دائماً على جعل المتطوعين لدينا يعرفون أننا نهتم جداً برفاههم وراحتهم."