الفاشر 1 أكتوبر 2014 – أود أن أعرب بالأصالة عن نفسي ونيابة عن بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور عن أطيب الأمنيات لشعب وحكومة السودان بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وأسأل الله العلي القدير أن يَمُنَّ على ألئك الذين حالفهم الحظ هذا العام بحج مبرور.

وبينما نحتفل بهذا الموسم ، يتوجب علينا جميعا أن نتذكر رسالة السلام والتضحية التي ترمز لها هذه المناسبة المباركة؛ وأن نستلهم العبر والدروس من قصة نبي الله إبراهيم وولده عليهما السلام.

إن الدرب المؤدية لتحقيق السلام محفوفة بالصعاب والعقبات والمحن والتضحيات. ولن يتأتى لنا تحقيق هذه الغاية التي نصبوا إليها جميعا وتعُود علينا بالنفع العميم إلا إذا توافرت لدينا الإرادة والعزيمة الصادقة في إحرازها.

إن شعيرة الحج هي في جوهرها رحلة بحث عن السلام والعِتق؛ العِتقُ من شهوات الدنيا وتجديد ما قطعناه على أنفسنا أمام الله العلي القدير يأن نلتزم بقيم العدل والإحسان في علاقاتنا مع بعضنا البعض. والحج أيضا هو عظة فريدة من نوعها تُعلِّمُنا قيمة الوحدة عندما نرى الملايين من مُختلف البشر يجتمعون من كل فجٍ عميقٍ عند الشعائر المقدسة ليتحابوا ويتعارفوا ويتبادلوا منافع البيع والشراء ولكي تمتدَّ أواصر السلم فيما بينهم.

وبينما نحتفل بعيد الأضحى في عامنا هذا، تلوح في الأفق بوادر جديدة وبشائرُ حوار وطني شامل والمحادثات التي دارت مؤخرا في أديس أبابا مع الحركات المسلحة كلها تبعث روحا جديدة في مساعي تحقيق السلام في دارفور، بل وفي كافة ربوع السودان. كما أن التقدم الذي تم إحرازه في مجال الحوار الدارفوري-الدارفوري يعد خطوة إيجابية أخرى على طريق تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في دارفور. ونحن يَحدُونا الأمل أن تُفضِيَ هذه الجهود مجتمعة إلى السير بخطوات واسعة نحو تحقيق السلام الدائم والديمقراطية والتنمية لهذا البلد العريق وشعبة الطيب.

ونحن نتذكرُ أيضا في هذه المناسبة حَفَظَة السلام البواسل من الرجال والنساء الذين ضحَّوا بحياتهم من أجل شعب دارفور.
وندعوا الله أن تلهمنا هذه المناسبة المباركة جميعا الرغبة في تكثيف جهودنا الرامية إلى البحث عن سلام شامل وعادل ودائم في دارفور بل وفي كافة ربوع السودان.

مع أطيب الأمنيات بعيد مبارك وحج مبرور لمن حالفهم الحظ بالفوز بالحج هذه السنة.