جهود الحوار والمصالحة ضرورية لليوناميد لحماية المدنيين

 تصوير محمد نو الدين.

30 أبريل 2019

جهود الحوار والمصالحة ضرورية لليوناميد لحماية المدنيين

زالنجي، 29 أبريل 2019، تمثل حماية المدنيين الركيزة الأساسية في تفويض اليوناميد، وذلك بموجب قرار مجلس الأمن 2429(2018)  الذي حدد فيه التنسيق الهام لقسم حماية المدنيين وتنسيق الشؤون الإنسانية بالبعثة ودوره في تقديم الاستشارة وتبادل المعلومات حول القضايا ذات الصلة بحماية المدنيين في دارفور. يتم إنجاز هذا الدور بدعم ثابت من مكونات اليوناميد المختلفة وفريق الأمم المتحدة القطري والفريق القطري للعمل الإنساني.

يساهم قسم حماية المدنيين وتنسيق الشؤون الإنسانية باليوناميد من خلال تدخلاته العديدة في المرحلتين الوقائية أو التصحيحية لعملياته في منطقة البعثة التشغيلية في دارفور في استقرار الظروف الأمنية مما يسهل حماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية الآمنة وفي الوقت المناسب للسكان المحتاجين في جميع أنحاء المنطقة.

عندما أصبحت الأوضاع الأمنية المتقلبة تهدد حياة المدنيين كما حدث مؤخرًا في معسكر كلمة للنازحين بجنوب دارفور، حيث اشتبكت مجموعتان متنازعتان من النازحين مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا من بينهم عامل في المجال الإنساني وجرح 17 اخرين وتشريد عدد كبير من النازحين، قام قسم حماية المدنيين وتنسيق الشؤون الإنسانية باليوناميد ووحدات الشرطة المسلحة التابعة للبعثة على الفور بوضع حاملات جنود مدرعة في مواقع تكتيكية وذلك لإنشاء منطقة عازلة بين المجموعتين المتنافستين ومن ثم نزع فتيل التوترات وتقليل عدد الإصابات بشكل كبير مما حال دون وقوع المزيد من الأذى للمدنيين.

بالإضافة إلى الحماية المادية، شاركت بعثة متكاملة في المناصرة القوية وانخرطت على الفور في جهود الوساطة والمصالحة مع السلطات المحلية وقادة النازحين والشباب في المعسكر عبر جلستين منفصلتين مع المجموعات المتنافسة. تم تعزيز مهمة اليوناميد بفريق مشترك من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واليوناميد.

ونتيجة لجهود الحماية والوساطة المشتركة بين اليوناميد ووكالات الأمم المتحدة، أبدت المجموعتان التزامهما بخلق بيئة مواتية لضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني. واختُتم الاجتماع وتوصل الى اتفاق بأن تقدم القيادة تعهدًا مكتوبًا لإضفاء الطابع الرسمي على الضمانات لضمان سلامة وأمن الحيز الإنساني في كلمة، كما سيتم اتخاذ ترتيبات لاستئناف الخدمات الإنسانية كوسيلة لاختبار ضمانات السلامة.

وتعليقًا على طبيعة دعم حماية المدنيين الذي تقدمه اليوناميد لحالات الطوارئ المتقلبة كالتي وصفت أعلاه في كلمة، أكدت مريام غالمي، رئيسة قسم حماية المدنيين وتنسيق الشؤون الإنسانية باليوناميد لجميع الأطراف التي شاركت في أعمال العنف في أي معسكر داخل منطقة عمليات البعثة بأن مثل هذه الأعمال أو تهديدات العنف ضد السكان المدنيين مرفوضة بشدة وفقا للمبادئ الإنسانية الدولية.

 

 

 

 

 

تود اليوناميد تذكير جميع النازحين بأن معسكراتهم تعتبر مساحة إنسانية يجب أن تكون خالية من الأسلحة، إنها أماكن يجب ألا يتعرض فيها النازحين الى تهديد أو مضايقة أو هجمات أو أذى. وشددت السيدة غالمي على نبذ العنف لضمان توفير مساحة محمية وفقًا للمبادئ الإنسانية الدولية.

سابقا في نوفمبر 2017، توسطت اليوناميد في نفس معسكر النازحين بكلمة بين النازحين وسلطات حكومة السودان، عندما حاولت الأخيرة تنفيذ عملية لجمع السلاح في المعسكر. في تلك الحادثة، أدى تدخل اليوناميد إلى إنشاء آلية ثلاثية ضمت قادة النازحين والحكومة السودانية واليوناميد مما أدى إلى تخفيف حدة تصاعد الوضع المتقلب على الرغم من أن هذا لم ينتج عنه جمع سلاح في المعسكر.

في الأوضاع الهشة التي توجد بها شبكة معقدة من التوترات، يتخذ قسم حماية المدنيين وتنسيق الشؤون الإنسانية باليوناميد منهجا مراعياً للنزاع في التعامل مع الموقف وأن يضع في الاعتبار الديناميكيات بين الجهات الفاعلة المعنية عند صياغة خيارات لتدخلات اليوناميد طوال الوقت للحفاظ على حيادها وشفافيتها ونهجها الشامل حسبما هو مبيَّن في المبادئ الإنسانية الدولية. يحث موظفو الأمم المتحدة الأطراف المتصارعة على حل الخلافات الداخلية بشكل ودي ويطالبونهم كذلك بتقديم ضمانات بعدم تعرض العاملين في المجال الإنساني للعنف.